بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وعلى صحابته الغر الميامين،.
أعظم إنجاز يحققه الإنسان في الدنيا أن يحبه الله عز وجل :
ان الانسان جبل أو فطر على حبّ وجوده، وعلى حبّ سلامة وجوده، وعلى حبّ كمال وجوده، وعلى حبّ استمرار وجوده، حبّ وجوده، وسلامة وجوده، وكمال وجوده، واستمرار وجوده، لماذا يشقى الإنسان إذاً؟ بسبب الجهل، الجهل أعدى أعداء الإنسان، والجاهل يفعل في نفسه ما لا يستطيع عدوه أن يفعله به، لذلك أزمة أهل النار و هم في النار هي الجهل، والدليل:
﴿ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾
[ سورة الملك: 10]
ان، أعظم إنجاز يحققه الإنسان في الدنيا على الإطلاق أن يحبه الله عز وجل، ينادى له في الكون أنّا نحبه فيسمع من في الكون أمر مُحبنا، إذا أحبك الله وصلت إلى كل شيء، ولكن كما يقال: درء المفاسد مقدم على جلب المنافع.
من هم الذين لا يحبهم الله عز وجل ؟
1 ـ المعتدون :
من هذا الذي لا يحبه الله؟ كي نتلافى هذه البنود وبعدئذ كيف يحبك الله عز وجل؟ الله عز وجل يقول:
﴿ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾
[ سورة البقرة: 190 ]
العدوان على الأنفس بالإيذاء، أو التعذيب، أو القتل، والعدوان على الأموال بالسرقة، أو بالاحتيال، والعدوان على الأعراض، وعرض الإنسان سمعته، بالغيبة والنميمة، ولا تعتدي، لا تعتدي لا على الأنفس تعذيباً، وقتلاً، ولا على الأموال سرقة، واحتيالاً، ولا على الأعراض كذباً، ونميمة:
﴿ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾
[ سورة البقرة: 190 ]
لكن هذا لا يعني أنه إذا اعتدي عليك أن تبقى مكتوف اليدين، هذا يتناقض مع كرامة المؤمن، يتناقض مع عزة المؤمن، قال تعالى:
﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ ﴾
[ سورة الشورى: 39].
من غلب على ظنه أن العفو يصلح الآخر فليعفُ و أجره على الله :
((ابتغوا الحوائج بعزة الأنفس فإن الأمور تجري بالمقادير))
[ابن عساكر عن عبد الله بن بسر]
المؤمن عزيز:
﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ ﴾
[ سورة الشورى: 39]
لكنهم إذا انتصروا:
﴿ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾
[ سورة الشورى: 40]
كلام دقيق جداً، حينما يغلب على ظنك أنك بعفوك عنه تصلحه، الله عز وجل يقول لك: اعف عنه يا عبدي وأنا أكافئك:
﴿ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾
للتقريب إنسان يقود مركبته بسرعة أقل من المقبول، طفل قفز إلى نصف الطريق فدهس، السائق هذا بحسب القوانين ينبغي أن يحاسب حساباً شديداً، الواقع يؤكد عكس ذلك، ليس له ذنب، على أقل سرعة لكن الطفل أهوج قفز إلى أمام الطريق فدهس، هذا إذا عَفَونا عنه عَفْونا عنه يصلحه، أما هذا الذي يقود مركبة ويتحدى الآخرين، ويتطاول على الآخرين، فإذا أخطأ ينبغي أن نحاسبه، الضابط: حينما يغلب على ظنك أنك بعفوك عنه تصلحه، اعف عنه والله يكافئك، أما إذا كان عفوك عنه يزيده انحرافاً، وتطاولاً فينبغي ألا تعفو عنه، لذلك:
﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمْ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ*وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾
[ سورة الشورى:39- 40]
أي أصلح بعفوه، غلب على ظنه أن العفو يصلحه، عندئذ يقول الله عز وجل:
﴿ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾
الغيبة أشد من الزنا لأنها عدوان على أعراض الآخرين :
اسمعوا قال النبي عليه الصلاة والسلام:
(( الغيبة أشد من الزنا ))
[الدار قطني عن جابر بن عبد الله ]
لأنه عدوان على أعراض الآخرين، والعرض موضع المدح والذم في الإنسان:
((إِيَّاكُمْ وَالْغِيبَةَ فَإِنَّ الْغِيبَةَ أَشَدُّ مِنَ الزِّنَا ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ, وَكَيْفَ الْغِيبَةُ أَشَدُّ مِنَ الزِّنَا ؟ قَالَ: " إِنَّ الرَّجُلَ قَدْ يَزْنِي , ثُمَّ يَتُوبُ فَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِ ، وَإِنَّ صَاحِبَ الْغِيبَةِ لا يُغْفَرُ لَهُ حَتَّى يَغْفِرَ لَهُ صَاحِبُهُ ))
[الدار قطني عن جابر بن عبد الله ]
قال أحدهم لإنسان: لقد اغتبتني، قال له: ومن أنت حتى أغتابك؟ لو كنت مغتاباً أحداً لاغتبت أبي وأمي لأنهم أولى بحسناتي منك، لذلك ورد: قذف محصنة يهدم عمل مئة سنة، فالغيبة من العدوان، والإيذاء المادي – التعذيب- من العدوان، والقتل من العدوان، ولا تنظر إلى من أعطاك الأمر انظر إلى صاحب الأمر، انظر إلى الواحد الديان، انظر إلى الذي أنت في قبضته:
﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمْ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ*وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾
[ سورة الشورى:39- 40]
نهي النبي عليه الصلاة والسلام عن الغيبة وعن الاستماع لها :
لازلنا في قوله تعالى:
﴿ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾
[ سورة البقرة: 190 ]
نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن الغيبة وهذا معروف لديكم، ولكن الذي قد يغيب عن بعضكم ونهى عن الاستماع للغيبة، كان هناك عالم جليل في هذا البلد الطيب إذا اغتاب أحد عنده أحداً يقول له: اسكت أظلم قلبي، النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن الغيبة ونهى عن الاستماع للغيبة.
أول بند: إن الله لا يحب المعتدين، لا على الأنفس بالتعذيب والقتل، ولا على الأموال بالسرقة والنهب، ولا على الأعراض بالغيبة والنميمة، أول فقرة الله عز وجل لا يحب المعتدين.
أشد أنواع الظلم الإشراك بالله عز وجل :
الآية الثانية:
﴿ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾