السؤال
منذ ست سنوات بدأ زوجي يتغير ويحب العزلة ويغلق عليه باب المنزل، وبدأت أتضايق من هذا الشيء، فأصبح يقول لي لك معي بعض الأيام، ولدي أيام أنفرد فيها بنفسي، وعرفت أنه يتابع الأفلام والقنوات، وقد كان قبل زواجه لا يتابع بل كان متشددًا، وكان يقول قبل زواجه أريد زوجة لا تشاهد التلفاز، وأنا لا أشاهد التلفاز، ولكن تغير وصار اهتمامه الآن في هذا الشيء، لقد صارت حياتي جحيمًا معه، أرشدوني ماذا أفعل؟
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
حيّاك الله أختي العزيزة، وشكرا لثقتك بالإسلام اليوم.. وجعلك الله من الصابرين المأجورين..
أختي الكريمة..
مشكلة المشاهدات تلك بدأت منذ 5 أو 6 سنوات ولا زالت مستمرة..
الزوج كان متشددا -كما ذكرتِ- ولم يكن يشاهد التلفاز، ولا يرغب في أن تشاهديه..
الزوج مهم غير مبال ومنعزل.. إلا أنه حريص على ألا تطلعي على ما في الجهاز..
أختاه..
أغلب الظن أن تلك المشاهدات (غير أخلاقية) فإن كان كذلك فهي ليست مشكلة زوجك فقط، بل مشكلة أخذت في الظهور بين الرجال والنساء منذ البث الفضائي، وما تلاه من دخول الإنترنت، وأسبابها تدور بين الفرد نفسه ومحيطه الذي يعيش فيه، وأسلوب التربية الذي تلقاه.. ولذلك تأكدي أن ما تغير من حياتكما وفي طريقة تعامل زوجك تحديداً منذ ست سنوات هو إفرازات لتلك المشاهدات.. وأن زوجك مريض يحتاج لمساعدة شريكة حياته قبل أي أحد آخر..
عليك أولا وأخيرًا بالاستعانة بالله تعالى، وسؤاله الهداية له، وأن يرزقك الصبر والقدرة على تغييره.. أكثري من ذلك ولا تملي أبداً..
أعيدي الحوار بينكما بهدوء وصبر واحترام، وبعدٍ عن الانفعال والتشنج في ردود الأفعال، وتجنبي ما يجرحه من لفظ أو فعل.. وإذا كان لم يصارحك بما يشاهد فلا تظهري له أبدا أنك تعرفين..
ذكريه بالله ونعمه، وقدمي له من الأشرطة والكتب ما يرفع من منسوب إيمانه، ويغلق على الشيطان والهوى فرص إغوائه، واستغلي فرصة أنه ما زال يستحيي من أن تطلعي على ما يراه، وذكريه بالحياء من الله وشكره على نعمة البصر، وما ينتظر الصابر عن معصية الله من أجر ونعيم في الآخرة.. حدثيه عن خصال أهل الجنة، وعن الموت والخاتمة الحسنة والسيئة.. ركزي على الرقائق، واربطيه بالصلاة..
راقبي ترمومتر العلاقة الزوجية بينكما، فقد يكون سبب انصرافه لتلك المشاهدات بسبب وجود خلل ما في تلك العلاقة، قد تفتقد علاقتكما للإشباع أو التفاهم لأسباب نفسية أو صحية.. وليكن البدء بالأيام التي خصصها لك، أعيديه لرحابك بأنوثتك وحبك وحنانك..
المبتلى بالمشاهد الجنسية يعتقد أنها وسيلة فعالة للسعادة والإشباعات العاطفية والنفسية، وتنفيس الضغوط، وهذا ما أخبرك به زوجك وإن لم يقلها صراحة، فابحثي عمّا يضايقه ويوتره ويحفزه لهذه المشاهدات، واقطعي الطريق بينه وبينها بحكمة وحب..
اشغليه بحيث لا يجد وقت فراغ، وأعيديه لجو الاجتماعات العائلية والرحلات الأسرية، اشغليه بالقرآن وتحفيظه لأولاده.. بالرياضة كذلك فهي مهمة، واستعيني على هذا بمن يحترمهم كوالده أو إخوته دون أن تخبري أحدًا بأمره أو تكشفي ستره...
إذا كان زوجك قد صارحك بما يشاهد، هنا لابد أن تقنعيه باحترام بأن هذا مرض ولابد له من علاج، وأضراره على بدن الإنسان وفكره وعواطفه كبيرة، وقد تعيقه عن ممارسة علاقته الزوجية الطبيعية، وتجعله يفضل الأجساد العارية على ما بيده من حلال.. كما تقنعيه بأن أولى خطوات العلاج تبدأ من سيطرته على أفكاره وتحكمه بها..
ابتعدي عن التفكير بالطلاق، فلك أطفال لا تحرميهم من جو الأسرة ونعيمها، ولا تنسي أننا في زمن يعج بالفتن، وأن الحياة لا تصفو لأحد.. نسأل الله أن يثبت قلوبنا على طاعته وما يرضيه..
أعانك الله ويسر أمرك وأصلح شأن زوجك وجعله من الأبرار الأطهار..