عمرها...

عمرها….

أضاعته في محراب التضحيات
سكبته عطاءً حتى آخر القطرات
تحدب ظهرها من حمل المشقات
قض الشيب من شعرها خصلات
وتكحلت عيناها بتجاعيد السنوات
توسدت الصمت والتحفت الأمنيات
لأجل من ركنها خلف الذكريات
داست الشوك وقطفت الوردات
على فراش الموت سالت العبرات
وهي تنتظر ما بقي من سويعات
تتأوه وتشهق أواخــر الزفــرات
تأمل زيارة من باب المجاملات
تفرح القلب والروح قبل الممات
تذكرت ابنها وحيدها قبل سنوات
يوم احتلها العجز وهشت القدرات
سخن خنجر الغدر فوق اللهبــات
وغرزه في ظهرها حتى المسمات
جرها لمأوى العاجزين والعاجزات
تركها وحيدة للمرض و العتمات
لا ونيس لها سوى الممرضات
يشفقن عليها ويكسبن الحسنات
يا ولدا تركها على سرير الآهات
ما بك تركض لجميع الاتجاهات
شغلتك الحياة الدنيا بنيل الملذات
وفرت المال وجنيت المسرات
وتركت أمك عند آخر المحطات
تتجرع الموت وتلعق السكرات
لو كنت عاجزا مزينا بالعاهات
لما فارقتك إلا مجبرة للحظات
واستعجلت الرجوع تعد الخطوات
تحضنك بحنان وتقرأ المعوذات
تقضي ليلتها بكاءً دعاءً وصلوات
تتضرع لرب الأرض والسماوات
ليحميك ويهديك ويعطيك الخيرات


يا ابنا ضالا تاءها في الطرقات
عد لأمك.. قبّـل يدها والوجنات
اطلب رضاها واستغفرعما فات
فإن الجنة تحت أقدام الأمهات