[img][وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط][/img]
تتفق الأناجيل الأربعة أن يسوع قد ترك الجليل وتوجه نحو نهر الأردن قرب اليهودية، غير أنهم يصمتون عن مدة إقامته هناك، والغالب أنها أطول من شهر على الأقل.[79] أكثر من أوضح تلك الحقبة هو إنجيل يوحنا، حيث ارتبطت بحدث هام هو معجزة قيام لعازر من الموت، ومن معطيات إنجيل يوحنا يتضح أن لعازر كان صديقًا ليسوع، وقد وصفه بالحبيب.[يوحنا 11/11] يعلن إنجيل يوحنا أن يسوع قد عرف بمرض لعازر لكنه أجل زيارته، وذلك لكي يجترح أعجوبة تؤدي إلى تمجيد الله،[يوحنا 11/4] وعندما اتجه إلى بيت عنيا قرية لعازر القريبة من القدس، كان لعازر قد مات ودفن منذ أربعة أيام،[يوحنا 11/17] ويقول التفسير التطبيقي للعهد الجديد أن يسوع كان بوسعه التوجه إلى بيت عنيا وشفاء لعازر أثناء حياته بدلاً من أن يتركه يموت، لكنه قام بذلك ليظهر سلطانه على الموت بشكل عام، وفي منطقة اليهودية بشكل خاص، حيث أن معجزات إقامة الموتى السابقة المدونة تمت في الجليل
بعد حديث مع مريم ومرثا شقيقتي لعازر، توجه يسوع نحو القبر، وكانت القبوز في ذلك الزمان، غالبًا ما تكون عبارة عن كهوف أو مغارات منحوتة في الحجر الجيري ضمن جبال تلك المنطقة، وكان القبر من الاتساع بحيث يسمح بالسير فيه واحتواء أكثر من جثة.[81] أمر يسوع بدحرجة الحجر، ثم ناداه: لعازر اخرج!، فخرج الميت والأكفان تشد يديه ورجيله والمنديل يلفّ رأسه.[يوحنا 11/43] أدى ذلك حسب إنجيل يوحنا إلى تصاعد نقمة اليهود على يسوع ورغبتهم في قتله، بل أخذوا يتآمروا عليه فعليًا.
قبيل عيد الفصح اليهودي، قرر يسوع التوجه نحو أورشليم، وكان قد نبّه تلاميهذ في السابق عما سيلاقيه فيها. ومرّ خلال الطريق بأريحا حيث اجترح أعجوبة شفاء الأعمى الذي نادى يسوع بوصفه "ابن داود"، ما دفع مفسري العهد الجديد لوضع هذه الأعجوبة في إطار رمزي آخر، فبينما رأى الأعمى يسوع مسيحًا، لكون إحدى صفات المسيح "ابن داود"، رفض القادة الديني الدينيين ذلك، من فريسيين وصدوقيين، بل كانوا في الواقع يتآمرون على يسوع.[82] علمًا أنه وبحسب نبوءة أشعياء فإن المسيح عندما يأتي ستكون له القدرة على منح البصر لفاقديه.[أشعياء 29/18]
وينفرد إنجيل لوقا بتقديم حادثة ثانية على طريق أورشليم وهي لقاء يسوع مع زكا العشار، وهو بنتيجة عمله لدى الرومان كان منبوذًا من المجتمع اليهودي، بل ويعتبر خائنًا لتعامله مع الأعداء؛ وغالبًا ما كان العشارون أو جباة الضرائب في عصرنا الحالي، يتقاضون مبالغ من المال أعلى من المقررة.[83] وخلال هذا اللقاء أعلن زكا توبته: يا رب، ها أنا أعطي نصف أموالي للفقراء، وإن كنت قد اغتصبت شيءًا من أحد أرده له أربعة أضعاف.[لوقا 19/8] فقال يسوع عبارته الشهيرة في العهد الجديد: إن ابن الانسان قد جاء ليبحث عن الهالكين ويخلصهم
وتتفق الأناجيل أن يسوع أقام قبيل وصوله إلى القدس في بيت عنيا، وذلك قبل الفصح بستة أيام،[يوحنا 12/1] حيث زار لعازر وسمعان الأبرص،[مرقس 14/1] وقامت مريم شقيقة لعازر بدهن قدمي يسوع بالناردين أحد أنواع العطور الثمينة الهندية ثم مسحتهما بشعرها.[84] ويعلن يسوع أن ما قامت به المرأة دلالة على موته وفدنة، لكون الدهن بالطيب إحدى تقاليد الدفن اليهودية، ويضيف علماء الكتاب المقدس أن كتبة الأناجيل أردوا من خلال النص المقارنة بين موقف مريم وموقف يهوذا الاسخريوطي، فبينما قدمت مريم العطر الثمين ليسوع، قام يهوذا بخيانته وبيعه، خصوصًا أنه في كلا الإنجيلين تأتي حادثة يهوذا بعد هذه الحادثة مباشرة.[85] وينفرد إنجيل متى بذكر أن المرأة قد سكبت العطر على رأس يسوع أيضًا
كانت العلاقة بين الطبقة الدينية اليهودية ممثلة بالفريسيين والصدوقيين والكتبة، ويسوع علاقة متوترة جدًا. فقد انتقد يسوع طويلاً تصرفاتهم وتحويرهم جوهر الشريعة بل شبههم بالقبور؛[لوقا 11/44] وقد حاولوا هم أيضًا قتله في الناصرة وكفر ناحوم وتآمروا عليه غير مرة لكنهم فشلوا.[متى 12/14] وأخيرًا وبعد ثلاث سنوات حسب التقليد الكنسي أو فترة أقل حسب الباحثين، ينقل إنجيل يوحنا خوف رجال الدين اليهود من تزايد عدد اليهود المؤمنين به،[يوحنا 11/45] وتصاعد خوفهم من أن يكون برنامجه يحوي ثورة سياسية على الإمبراطورية الرومانية تؤدي إلى تدمير الحكم الذاتي الذي تمتع به اليهود.[يوحنا 11/48] وفي تلك الجلسة ينقل إنجيل يوحنا عن كبير الكهنة قيافا قوله: "ألا تفهمون أنه من الأفضل أن يموت رجل واحد فدى الأمة، بدلاً من أن تهلك الأمة كلها.[يوحنا 11/50]
يوضح إنجيل يوحنا من خلال ذلك، أن حماة اليهودية إنما كانوا في الواقع عملاء للرومان،[94] وإلى جانب الخوف السياسي يشير علماء الكتاب المقدس أن رسالة يسوع تناقض سلطة رجال الدين وتلغي امتيازاتهم، إلى جانب عدم تقبلهم جوهر رسالته واتهامهم إياه بالكفر والتجديف.[متى 8/3] وخلال أسبوع الفصح الذي دخل به يسوع إلى القدس، وينقل التقليد أنه يوم الأربعاء، تقدّم يهوذا الاسخريوطي لكي يسلمه، ويوضح كل من إنجيل يوحنا وإنجيل لوقا أن هذا الفعل تمّ بدافع من الشيطان.[لوقا 22/3] ويتفق المؤرخون وكذلك الباحثون في الكتاب المقدس أن يهوذا كان من جماعة الزيلوت أو الغيورين ينتظر أن يشرع المسيح المنتظر في ثورة مسلحة ضد الرومان، يعلن في نهايتها إعادة إقامة مملكة إسرائيل الموحدة. ويظهر الكتاب المقدس أن سائر التلاميذ الاثني عشر كانت لديهم مثل هذه الفكرة الرائجة في المجتمع، غير أنهم عدلوا عنها لاحقًا في حين ظلّ يهوذا متمسكًا بمملكة سياسية لا روحية، ومخلص بالمعنى الدنيوي لا الديني للكلمة، ودفعه اليأس من تحقيق أهداف جماعته، إلى تسليم سيده كما سُلم الكثير من الثوار ضد روما والذي اعتقد الشعب اليهودي أنهم "المسيح"، ليتبين لاحقًا فشلهم.[95] ويقدم إنجيل متى ثمنًا لقاء تسليم يهوذا ليسوع، وهو ثلاثين قطعة من الفضة والتي تعادل ثمن العبد في الشريعة اليهودية.[85] وينقل إنجيل مرقس فرح الفريسيين والكتبة بالصفقة.[مرقس 11/14] وعمومًا فقد أشار يسوع في مواضع عدة إلى موته وقيامته،[متى 16/21] ومنها: "إن ابن الانسان قد جاء لا ليخدَم، بل ليخدُم ويبذل نفسه فدية عن كثيرين
تعني كلمة فصح في العبرية "العبور"، وهي بحسب سفر الخروج الليلة التي تحرر بها بنو إسرائيل من فرعون، بعد أن "عبر" ملاك الله عن البيوت التي عليها دم الحمل بينما قتل الأبكار في البيوت التي لم تكن عليها تلك العلامة. ويدعى اليوم الثاني من تذكار الحدث "يوم الفطير" حيث تجتمع عائلات بنو إسرائيل استذكارًا لخروج أسلافهم من مصر، ويتناولون فطيرًا أي خبزًا غير مخمر، إذ إن أسلافهم عند خروجهم من مصر لم يتسع لهم الوقت ليختمر العجين فخبزوه دون خمير، وفق سفر الخروج أيضًا، كما يتناول حمل الفصح وبعض الأشعاب المرّة في ذلك العشاء.[
وبهذه المناسبة أمر يسوع بطرس ويوحنا بن زبدي حسب إنجيل لوقا أن يذهبا إلى القدس ويطلبا من أحد الرجال إعداد المكان الذي سيتناول به الفصح مع التلاميذ، وهو مكان قريب من بستان الزيتون حيث أن يسوع قد انتقل بعد العشاء إلى البستان. خلال العشاء، قام يسوع وغسل أرجل تلاميذه، وقد انفرد إنجيل يوحنا بتفصيل ذلك الحدث، ويضيف على لسان يسوع، أن سبب الذي دفعه للقيام بغسل أرجلهم هو تقديم مثال بالتواضع وتبيان أهمية خدمة الآخرين والمساواة بين جميع الناس،[97] ثم قال لهم: "ليس عبد أعظم من سيده ولا رسول أعظم من مرسله، فإن كنتم قد عرفتم هذا
فطوبى لكم إذا عملتم به."[يوحنا 13/17]
كذلك وبعد العشاء، أخذ يسوع رغيفًا من البخز وباركه ثم أعطاه للتلاميذ معلنًا أنه جسده وكذلك فعل على كأس الخمر معلنًا أنه دمه، ثم طلب منهم تكرار هذا الحدث استذكارًا له،[لوقا 22/19] وبيّن: "اشربوا منها كلكم، هذا هو دمي الذي للعهد الجديد، والذي يهرق ويبذل لمغفرة الخطايا وللحياة الأبدية.[متى 26/28] ويعتبر هذا الحدث شديد الأهمية في المسيحية إذ به أسس يسوع، وفق الإيمان المسيحي، القداس الإلهي والقربان الأقدس ويدعى يوم استذكار ذلك سنويًا «خميس الأسرار»، لكونه قد شهد تأسيس سري الكهنوت والافخارستيا. ويؤمن الكاثوليك ووالأرثوذكس الشرقيون والمشرقيون وكذلك النساطرة وأغلب البروتستانت بأن الخبر والخمر يتحولان فعلاً في جوهرهما إلى جسد يسوع ودمه بينما اكتفت بعض الطوائف البروتستانتية بالمعنى الرمزي للحدث.[98]
بعيد ذلك، أعلن يسوع أن أحدهم على وشك خيانته فوقع الاضطراب في نفوس التلاميذ، وسأله يوحنا بن زبدي الذي كان متكئًا على حضن يسوع حسب إنجيل يوحنا حول شخصيه مسلمه فأسرّ له يسوع بأنه يهوذا الاسخريوطي.[يوحنا 13/26] ثم قال ليهوذا: "أسرع في ما نويت أن تعمله".[يوحنا 13/27] ويضيف إنجيل يوحنا: "ولم يفهم أحد من المتكئين لماذا قال له ذلك."[يوحنا 13/29] وبعد خروج يهوذا، قال يسوع: "إن ابن الانسان لا بدّ أن يمضي كما قد كتب عنه، ولكن الويل لذلك الرجل الذي على يده يسلّم ابن الانسان، كان خيرًا لذلك الرجل لو لم يولد".[مرقس 14/21]
قد يسوع بعد ذلك خطبة طويلة لتلاميذه يسهب إنجيل يوحنا في وصفها، ومن أبرز ما جاء بها: "أحبوا بعضكم بعضًا، بهذا يعرف الناس أنكم تلاميذي، إن أحببتم بعضكم بعضًا.[يوحنا 13/34] وبين خلالها أهمية الصلاة بإيمان: "إن طلبتم شيءًا باسمي فإني أفعله".[يوحنا 14/14] وأعلن خلالها عن إرسال الروح القدس، ثالث الأقانيم الإلهية وفق المعتقدات المسيحية: "وأما الروح القدس المعين، الذي سيرسله الآب باسمي، فإنه يعلمكم كل شيء، ويذكركم بكل ما قلته".[يوحنا 14/26] ومن المعاني اللاهوتية التي ذكرت: "خرجت من عند الآب وجئت إلى العالم، وأما الآن أترك العالم وأعود إلى الآب".[يوحنا 26/28] ويعرف الفصل السابع عشر من إنجيل يوحنا باسم «صلاة يسوع الكهنوتية» والتي تعتبر خاتمة عشاء الفصح.
خلال هذه العظة، قال له بطرس: "يا رب، إني مستعد أن أذهب معك إلى السجن وإلى الموت معًا. فقال يسوع: إني أقول لك يا بطرس لن يصيح الديك اليوم حتى تكون قد أنكرت ثلاث مرات أنك تعرفني".[لوقا 22/34] ويقول مفسرو الكتاب المقدس أن إنكار بطرس لا يختلف عن خيانة يهوذا الاسخريوطي، ويسوع قد تنبأ بكليهما، ولكن الاختلاف بين مصير الرجلين ينبع من كون الأول قد آمن وتاب وأما الآخر فلم يتب.[99] وفي إطار عشاء الفصح يذكر إنجيل متى أن يسوع والتلاميذ قد رتلوا ثم انطلقوا نحو بستان الزيتون،[متى 26/30] والراجح أنهم قد غنوا المزامير من 115 إلى 118 حيث جرت العادة أن تكون هذه المزامير جزءًا من وليمة الفصح اليهودي.[100]
انطلق يسوع والتلاميذ نحو بستان الزيتون وهو المكان الذي كان يتردد يسوع عليه كثيرًا،[يوحنا 2/18] ثم اصطحب معه الحلقة الداخلية من التلاميذ وهم بطرس ويوحنا ويعقوب ابني زبدي ولاحقًا انفرد عنهم للصلاة؛ وتتفق الأناجيل الإزائية أن حالة يسوع حينها كان يشوبها الخوف والرهبة وأنه خلال الصلاة قد طلب من الآب أن يبعد عنه ما سيلاقيه لكنه أدرف: لتكن مشيئتك لا مشيئتي.[لوقا 42/22] ويضيف إنجيل لوقا تفصيلاً آخر بأن ملاكًا من الماء قد ظهر يشدده بينما صارت قطرات عرقه كقطرات الدم.[لوقا 44/22] وبعد صلاته عاد إلى التلاميذ فوجدهم نائمين لأن النعاس أثقل عيونهم،[مرقس 40/14] لكنه قال لهم: أقبلت الساعة، ها إن ابن الانسان يسلّم إلى أيدي الخاطئين، قوموا لنذهب فقد اقترب الذي يسلمني.[مرقس 42/14] وللحال كما تتفق الأناجيل الإزائية تقدم يهوذا الاسخريوطي يرافقه فرقة من الجند الرومان وهم في الغالب يقيمون منفصلين عن اليهود في محميات خاصة خارج المدن، فلم يكونوا على اختلاط بيسوع وربما استقدموا في إطار حفظ الأمن خلال عيد الفصح لا غير،[101] وقد اتفق مسلموه مع الجند ويهوذا، أن الذي يقبله هو يسوع، فبعد أن قبله قال له يسوع: "يا يهوذا أبقبلة تسلّم ابن الإنسان."[لوقا 48/22]
لا يذكر إنجيل يوحنا شيءًا عن قبلة يهوذا، لكنه يضع التسليم في إطار لاهوتي، فعندما سأل يسوع الجند من تريدون وأجابوه أنهم يريدون يسوع الناصري، قال لهم "أنا هو"، وهو العبارة التقليدية في الديانة اليهودية للإشارة إلى الله فتراجع الجنود بقوة خارجية وسقطوا على الأرض، لكنهم قبضوا عليه بعد ذلك، وبحسب العقائد المسيحية واتفاق الأناجيل الأربعة، فهو من سمح لهم بالقبض عليه.[102] حاول التلاميذ إبداء المقاومة، وقام بطرس بضرب عبد رئيس الكهنة المدعو ملخس فقطع أذنه، لكن يسوع رفض استخدام القوّة وقال: "ردّ سيفك إلى غمده!، فإن الذين يلجأون إلى السيف بالسيف يهلكون. أم تظنّ أني لا أقدر أن أطلب من أبي فيرسل لي اثني عشر جيشًا من الملائكة؟ ولكن كيف يتم الكتاب حيث يقول إن ما يحدث الآن لا بدّ أن يحدث".[متى 52/26-54] وقام بإعادة أذن ملخس إلى مكانها، ثم وجه كلامه للجند ومرافقيهم: "أكما على لص خرجتم بالسيوف والعصي لتقبضوا علي؟ كنت كل يوم بينكم أعلم في الهيكل، ولم تقبضوا علي ولكن قد حدث هذا كله لتتم كلمات الأنبياء".[متى 55/26] أما التلاميذ فقد هربوا بعد ذلك جميعًا،[متى 56/26] وتركوه وحيدًا وينقل إنجيل مرقس أن الجند حالوا اعتقال بعض التلاميذ لكنهم فشلوا.[
سيق يسوع إلى منزل حنّان رئيس الكهنة السابق، فعلى الرغم من أن رئاسة الكهنوت في الشريعة اليهودية لا تزول، إلا أن الرومان قد تخطوا هذه القاعدة وعينوا صهره قيافا بدلاً منه، فما كان من سنهدرين وهو أعلى سلطة تنفيذة وتشريعية في المجتمع اليهودي القديم مكون من سبعين حاخامًا إلا أن اعترف برئاسة كليهما. وبعد جلسة حنّان السريعة سيق يسوع إلى منزل قيافا وهو مقر المجلس أيضًا، وقد حضر الجلسة عدد من رجال السنهدرين؛ وبحسب ما ذكر في الأناجيل فإن الجلسة الثانية في محاكمة يسوع لا يمكن أن تعتبر شرعية في الديانة اليهودية إذ تمت بسرية وتحت جنح الظلام وبحث بها الراغبون بإدانة يسوع وعلى رأسهم قيافا عن شهود زور، وقاموا بلطمه وشتمه وتعييره، ولم يرد يسوع على الاتهامات الموجهة له. أخيرًَا سأله رئيس الكهنة: "أأنت المسيح ابن المبارك؟ فقال يسوع: أنا هو، وسوف ترون ابن الانسان جالسًا عن يمين القدرة على سحب السماء".[مرقس 62/14] ما يشكل اعترافًا صريحًا بكون يسوع هو المسيح وابن الإنسان. فقام قيافا بشق ثيابه وهي حركة رمزية، إذ إنه بحسب الشريعة اليهودية لا يجوز لرئيس الكهنة أن يشق ثيابه، لكنه فعل ذلك كإشارة إلى خطيئته الصغيرة مقابل خطيئة يسوع العظيمة.[103]
خارج بيت قيافا كان يوحنا بن زبدي وبطرس ينتظران أخبار يسوع، وخلال وقوفهما هناك، سُئل بطرس ثلاث مرات هل تعرف يسوع فأنكر، وفي المرة الثالثة: ابتدأ بطرس يلعن ويحلف قائلاً: إني لا أعرف ذلك الرجل! وفي الحال صاح الديك فتذكر بطرس كلمة يسوع إذ قال له: قبل أن يصيح الديك تكون قد أنكرتني ثلاث مرات. فخرج إلى الخارج وبكى بكاءً مرًا.[متى 74/26-75]
في الصباح اجتمع السنهدرين بكامله للنقاش حول عقوبة الموت المستوجبة على يسوع لكونه مجدفًا بناءً على طلب قيافا نفسه، وقد أقرّ المجلس فعلاً هذه العقوبة؛ وقد نقل الإنجيل وكذلك التقليد الكنسي اللاحق، أن عددًا من أعضاء المجلس كنيقوديومس ويوسف الرامي قد رفضا المصادقة على هذا القرار.
كانت الإمبراطورية الرومانية قد سحبت تنفيذ الإعدام من أيدي اليهود وقصرته على الحاكم الروماني، ولذلك كان يجب تقديم يسوع للحاكم الروماني على اليهودية بيلاطس البنطي المعيّن عليها كما كشفت السجلات التاريخية منذ عام 26. وفي الواقع فإنه كان من الممكن تأجيل محاكمة يسوع ريثما ينهي العيد ويغادر بيطلاس القدس إلى يافا، عاصمة الولاية، بحيث تخف سطوة الرومان على المدينة ويمكن بالتالي التغاضي عن تنفيذ حكم إعدام. غير أن القادة الدينين وكما يقترح عدد من مفسري الكتاب المقدس، كانوا يرمون الإسراع في التنفيذ لانشغال الناس في العيد من ناحية، وخوفًا من تحرك أنصار يسوع في حال طال أمد اعتقاله وسوى ذلك فإن تنفيذ الرومان للحكم، يرفع عنهم مسؤولية قتله أمام الجماهير.[105] ولكون التهمة التي حوكم على أساسها يسوع بالإعدام وفق الشريعة اليهودية هي "التجديف" لا يأخذ بها القانون الروماني، كان عليهم أن يقدموا تهمة سياسية لقتله، لذلك عمدوا خلال لقائهم مع بيلاطس للتأكيد على كون يسوع إنما هو ثائر ومعادي للقيصر.[
قبيل لقاء يسوع مع بيلاطس كان يهوذا الاسخريوطي قد ندم على ما فعل، وأعاد ثمن الثلاثين قطعة من الفضة إلى الهيكل ثم مضى وشنق نفسه.[متى 9/27] وينفرد إنجيل متى بتقديم هذا التفصيل، ويضيف أن القادة اليهود اشتروا حقلاً ليكون مقبرة للغرباء بالمبلغ، ويضيف الإنجيل أن ما حدث تمّ لإكمال نبؤة إرميا: وأخذوا الثلاثين قطعة من الفضة، ثمن الكريم الذي ثمنه بنو إسرائيل.[متى 9/27] أما خلال لقاء يسوع مع بيلاطس، وهي رابع جلسة في محاكمته، وجه إليه القادة الدينيون عدة تهم، ولم يرد على أسئلة بيلاطس له حول الاتهامات الموجهة إليه، وقد أخبرهم بيلاطس صراحة: لا أجد ذنبًا في هذا الإنسان.[لوقا 4/23] ولكونه جليليًا أرسله إلى هيرودوس أنتيباس ملك الجليل الموجود في القدس للاحتفال بعيد الفصح، حيث تمت خامس جلسات المحاكمة، وأعاده أنتيباس إلى بيلاطس مجددًا دون أن يبدي حكمًا فيه.
حاول بيطلاس استجواب يسوع مجددًا ولكن على انفراد، ولم يدخل القادة اليهود إلى داخل القصر لكي لا يتنجسوا وفق الشريعة اليهودية التي تقضي بعدم دخول اليهود إلى أماكن وثنية،[يوحنا 28/18] بل وقفوا في فناء المنزل وتجمع حولهم عشرات من سكان المدينة والوافدين إليها. خرج بيطلاس إلى الحشد، وجدد لهم رفضه لصلبه وزاد في حيرته زوجته التي طلبت منه عدم إدانة يسوع،[متى 19/27] أخيرًا أمر بيلاطس بجلد يسوع علّ ذلك يرضي الجماهير غير أنهم رفضوا مطالبين بصلبه، ويشير عدد من الباحثين أن أشبه بصراع على النفوذ كان يدور بين بيلاطس وبين القادة الدينيين وعلى رأسهم قيافا، فمن خلال تعنتهم كانوا يودون إرغام بيلاطس على إعدام يسوع تنفيذًا لقرارهم. أمر بيلاطس بعرض يسوع إلى جانب باراباس، ولما كانت من عادته أن يعفو على سجين كل عيد، خير الحشد بين يسوع الذي كان حينها قد جلد وبين باراباس الذي يوضح إنجيل مرقس أنه كان من الثوار ضد الحكومة الرومانية ومتورط في عمليات سرقة وقتل خلالها،[107] فاختار الحشد إطلاق باراباس بل هددوا الحاكم برفع شكوى إلى القيصر بتهوانه ضد ثائر،[يوحنا 12/19] وتذكر السجلات التاريخية أن اليهود، وبعيد فترة قصيرة من صلب يسوع قد اشتكوا للقيصر ضد بيلاطس، فقام بعزله، بعد ولاية دامت عشر سنوات تميزت بسوء العلاقات مع المجتمع اليهودي.[108]
أخذ بيلاطس ماءً وغسل يديه أمام الجمع وقال: أنا بريء من دم هذا البار.[متى 27/24] ثم سلّمه ليصلب. لا يختلف باحثان أن يسوع قد أدين من قبل سلطات الإمبراطورية الرومانية بتهمة الثورة وعقوبتها الإعدام. لكن المجلس الأعلى لليهود قد حكم عليه بالموت بتهمة التجديف، وبحسب الشريعة اليهودية فإن الإعدام يجب أن يتم رجمًا بالحجارة، غير أنه ولكون الحكم صادر عن الحاكم الروماني يتعين تنفيذ الطريقة الرومانية في الإعدام وهي الصلب.
كان في عادة الرومان أن يجلدوا المحكومين عليهم قبلاً، وبحسب مؤرخي ذلك الزمان فإن عملية الجلد تتم بتعرية القسم العلوي للشخص مع ربط يديه إلى عمود ثم جلده بسوط ثلاثي، وكثيرًا ما كان المحكومون يموتون خلال عملية الجلد نفسه.[109] ولم يكتف الجند الرومان بجلده، بل جدلوا له تاجًا من شوك، وألبسوه رداء أرجوان كنوع من السخرية بوصفه ملكًا، كما أخذوا بلطمه. والمكان التقليدي لهذه الحوادث هو قلعة أنطونيا، الماثلة آثارها إلى اليوم في القدس.
خرج يسوع حاملاً صليبه عبر طرق القدس، لكنه عجز عن المتابعة فسخر له الجند سمعان القيرواني لحمل الصليب، والراجح أن سمعان قد اعتنق المسيحية وأبناءه وأصبح ذا شأن في الكنيسة المبكرة، إذ ذكر في الرسالة إلى روما.[110] وقد تبع يسوع حسب رواية إنجيل لوقا: جمع كبير من الشعب والنساء كن يولون ويندبنه. فالتفت إليهن يسوع وقال: "يا بنات أورشليم لا تبكين علي بل ابكين على أنفسكن وأولادكنّ. فإن كانوا قد فعلوا هذا بالغصن الأخضر فماذا يجري لليابس؟".[لوقا 23/27-31،28] وأخيرًا وصلوا إلى تلة تدعى "الجمجمة" وبالعبرية "الجلجثة" ومعناها العارية، وهناك صلبوه وصلبوا معه رجلين واحدًا من كل جانب ويسوع في الوسط.[يوحنا 19/19] وبعد أن صلبوه تقاسم الجند ثيابه واقترعوا على ثوبه، أما يسوع فكانت أولى كلماته على الصليب كما يدونها إنجيل لوقا: "يا أبت اغفر لهم لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون".[لوقا 23/34] وبحسب الأناجيل الإزائية فإن أغلب الجمع الحاضر والمارة أخذوا يشتمونه ويعيرونه بما قاله أو صنعه سابقًا: "خلصّ غيره أما نفسه فلا يقدر أن يخلصها".[متى 27/42]
يقول المؤرخ ويل ديورانت مؤلف سلسلة قصة الحضارة، نقلاً عن الخطيب الروماني شيشرون أن الصلب يعتبر أقسى طرق الموت الرومانية وأكثرها ابتكارًا، فبعد أن يجلد المحكوم عليه يتحول إلى كتلة لحم متوهجة ثم يثبت على الصليب بمسامير في اليدين والرجلين ويترك على هذه الحالة حتى يموت؛ وربما تفعّن جسده أو قامت الحشرات والطيور بالاستيطان به، وقد كان الجنود عادة يقومون بتقديم الخل للمحكومين، وهو نوع خمر رخيص، حتى يسكر المحكوم فيخفف ذلك من آلامه،[111] هذا ما يتفق مع الأناجيل الأربعة التي تذكر أنه عندما قُدم الخل ليسوع، رفض أن يشربه، وذلك لأنه أراد أن يتحمل الألم، فوفق العقائد المسيوموت المصلوب يتم بسبب الاختناق، حيث وبنتيجة الضغط المستمر على الحجاب الحاجز وعظم الرجلين، يعجز الجسم عن تحمل هذا الضغط بعد فترة معينة، فيموت واختناقًا، وغالبًا ما كان الجند يكسرون ساقي المصلوبين للتسريع في عملية الموت. وقد تنبأ أشعياء أن المسيح عندما يأتي سيلاقي آلامًا جمّة:
حية، بآلامه رفع يسوع خطايا العالم.[112]
وينفرد إنجيل لوقا بذكر محادثة بين يسوع والمصلوبين معه، إذ قال لصّ اليسار: "ألست أنت المسيح؟ إذن خلّص نفسك وخلصنا".[لوقا 23/40] لكن لصّ اليمين ردّ عليه: "أما نحن فعقوبتنا عادلة، لأننا ننال جزاء عادلاً لما فعلنا. وأما هذا الإنسان لم يفعل شيءًا في غير محله".[لوقا 23/41] ثم طلب من يسوع أن يذكره في ملكوت السموات فقال له يسوع: "الحق أقول لك، اليوم ستكون معي في الفردوس".[لوقا 23/42] ويذكر إنجيل يوحنا أن مريم العذراء وكذلك شقيقتها التي ينقل التقليد أنها سالومة ومريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية إضافة إلى يوحنا بن زبدي كانوا واقفين تحت صليب يسوع، وقد طلب يسوع من يوحنا أن يرعى والدته قائلاً له: هذه أمك. ومنذ ذلك الحين أخذها التلميذ إلى بيته.[يوحنا 19/27] وتذكر الأناجيل الإزائية صراحة وجود سالومة ومريم أم يعقوب.
وبعد ثلاث ساعات من النزاع على الصليب، وفق الأنجيل، صرخ يسوع قائلاً: "يا أبت في يديك أستودع روحي".[لوقا 23/46] وهي آية مأخوذة من المزمور الخامس والثلاثين وحسب إنجيل يوحنا طلب يسوع قد أن يشرب، فلما ذاق الخل قال قد أكمل وذلك إتمامًا لنبؤة أخرى من المزمور الثاني والعشرين: في عطشي يسقونني خلاً. وعند ذلك: نكس رأسه وأسلم الروح.[يوحنا 19/30]
ترافق موت يسوع مع حوادث خارقة في الطبيعة على ما تذكره الأناجيل، فقد أظلمت الأرض واحتجبت الشمس تحقيقًا لنبؤة عاموس: ويكون في ذلك اليوم، يقول السيّد الرب، أني أحجب الشمس في الظهر وأقتم الأرض في يوم نور.[عاموس 8/4] وانشق الستار الفاصل بين قدس الأقداس في الهيكل وقسم العامة، ما يدل رمزيًا إلى انتهاء الحاجز بين الله والناس، وفق علم اللاهوت.[114] كما تزلزت الأرض وقامت أجساد بعض الموتى، وبنتيجة هذه الحوادث أشهر قائد المئة الذي يتولى حراسة يسوع إيمانه به.[115]
كان بيلاطس البنطي قد أمر أن تكسر أرجل المصلوبين تسريعًا لموتهم، وذلك حتى لا تبقى جثثهم معلقة في سبت الفصح العظيم حسب الشريعة اليهودية، كون ذلك يشكل انتهاكًا لحرمة السبت وفق الشريعة،[يوحنا 19/31] لكن الجند لم يكسروا ساقي يسوع لكونه قد مات، وعدم كسر العظام هو من شروط حمل الفصح المنصوص عنها في سفر العدد ويسوع حسب العقائد المسيحية، قد تحوّل إلى حمل الفصح ولمرة واحدة للأبد.[116] واستعاض الجند عن ذلك، للتأكد من موته، بطعنه، فخرج الدم والماء، وربما كان الماء الخارج المذكور في إنجيل يوحنا كما يقترح عدد من الباحثين ومفسري الكتاب المقدس، هو مصل الدم، فتأكد بذلك الجند من وفاته. ويعتقد المسيحيون أن ذلك إنما تم تحقيقًا لنبؤة زكريا بن برخيا: "سينظرون إلى ذلك الذي طعنوه".[
طلب يوسف الرامي أحد أعضاء المجلس الأعلى لليهود أخذ جثمان يسوع، ويعلن إنجيل يوحنا أنه أحد تلامذة يسوع ولكن في السر،[يوحنا 19/28] فسمح له بيلاطس بإنزال الجثمان عن الصليب ودفنه. فأخذ يوسف الرامي ومعه نيقوديموس الجثمان ثم قاما بتكفينه ووضع الطيوب على جسده،[يوحنا 19/41] ثم نقله إلى بستان قريب من مكان الصلب فيه قبر جديد لم يكن أحد قد دفن فيه من قبل،[يوحنا 19/41] وقد حضر الدفن أيضًا مجموعة من النسوة التابعات كسالومة ومريم أم يعقوب ومريم المجدلية وينقل التقليد أن مريم العذراء كانت أيضًا: "فرأين القبر وكيف وضع جثمانه".[لوقا 23/54] على أن الجنازة كانت مسرعة، وذلك لأن الامتناع عن الحركة في سبت الفصح يبدأ من مساء يوم الجمعة.[116]
وفي اليوم التالي، وحسب الرواية التي انفرد بها إنجيل متى وضع الرومان حراسة على القبر بناءً على طلب المجلس الأعلى لليهود خوفًا من أن يقوم التلاميذ بسرقة الجثمان.[متى 27/64] وفي اليوم الثالث - أي يوم الأحد - زارت بضع النسوة وهم أنفسهنّ اللواتي وقفن تحت صليب يسوع باستثناء مريم أمه القبر فوجدنه فارغًا، بينما الجند الموكولين حراسته "كأنهم موتى".[متى 28/4] ثم ظهر ملاك أخبر النسوة: "لا تخافا! فأنا أعلم أنكما تبحثان عن يسوع الذي صلب، إنه ليس هنا! فقد قام كما قال. تعاليا وانظرا المكان الذي كان موضوعًا فيه، واذهبا بسرعة وأخبرا تلاميذه أنه قد قام من بين الأموات وها هو يسبقكم إلى الجليل، هناك ترونه".[متى 28/7]
هذه رواية الأناجيل الإزائية، وهي تختلف فيما بينها بعدد النسوة وبعدد الملائكة غير أنها واحدة في خطوطها العامة، أما في إنجيل يوحنا فلا يذكر من النسوة سوى مريم المجدلية، وهي عندما لم تجد الجثمان عادت فأخبرت بطرس ويوحنا بن زبدي، فحضرا إلى القبر ليجدا الأكفان ثم رجعا إلى المدينة،[يوحنا 20/7] أما مريم المجدلية فقد ظلت عند القبر تبكي، فظهر لها ملاكان ثم ظهر يسوع نفسه.[يوحنا 20/17] ليكون بذلك أول ظهور له بعد القيامة.
كذلك فقد ظهر في اليوم الأول من قيامته حسب العقائد المسيحية، إلى تلميذين من تلاميذه على طريق قرية عمواس، وقد عرفاه عند كسر الخبز،[لوقا 24/30] وفي المساء ظهر للتلاميذ مجتمعين دون توما ثم ظهر بعد ثمانية أيام وتوما معهم؛ إذ كان توما قد رفض الإيمان ما لم يضع إصبعه في مكان المسامير - كما جاء في إنجيل يوحنا - قال له يسوع: "هات إصبعك إلى هنا وانظر يدي، وهات يدك وضعها في جنبي. ولا تكن غير مؤمن بل كن مؤمنًا". فهتف توما: "ربي وإلهي". فقال له يسوع: "ألأنك رأيتني آمنت، طوبى لمن آمنوا ولم يروا".[يوحنا 20/27-30]
وكذلك فقد ظهر لثلاثة من التلاميذ على شاطئ بحيرة طبرية، وبحسب رواية العهد الجديد فإن يسوع قد ظهر مرات أخرى عديدة لم تدون، "وأثبت لهم أنهم حي ببراهين كثيرة قاطعة. وحدثهم عن ملكوت الله".[أعمال 1/3] وبعدها صعد إلى الجليل بحسب إنجيلي متى ومرقس وجبل الزيتون حسب أعمال الرسل وكان من آخر كلماته لهم: "ستنالون قوة من الأعالي، متى حل الروح القدس عليكم، وتكونون لي شهودًا في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقاصي الأرض". [أعمال 1/8] ومن ثم حجبته سحابة عن أنظارهم. وقد ظهر ملاكان قالا للتلاميذ الذين شاهدوا صعوده: "إن يسوع الذي ارتفع عنكم إلى السماء سيعود منها مثلما رأيتموه منطلقًا إليها".[أعمال 1/11] والمسيحيون لا يزالون حتى اليوم ينتظرون عودته والتي ستكون لدينونة العالم وذلك في اليوم الأخير.